تحليل العرض التشويقي لفيلم Joker 2019: عاصفة من البؤس والجنون!
منذ أيام قليلة جدًا تم إصدار العرض التشويقي الأول والقوي جدًا للفيلم المُنتظر Joker 2019. الفيلم الذي يتم تجسيد شخصية (الجوكر) فيه مرة أخرى، وبطريقة جديدة. حصل العرض التشويقي للـ Joker على العديد من الآراء المتضاربة. حيث قال البعض أن الفيلم سيكون سيئًا نظرًا لأن الممثل الراحل (هيث ليدجر) قام بأداء الشخصية ببراعة منقطعة النظير سابقًا، ويقول البعض أنه سوف يكون جيدًا، لأن زمن الجوكر السايكوباتي انتهى، وحان الوقت لـ DC لتُقدم مفهومًا آخر للشخصية، بحكم كونها شخصية متععدة الأطوار في الأساس – Multiphase Character.
وبين هذا وذاك، اليوم سوف نتناول سويًّا العرض التشويقي للـ Joker بمُنتهى الحيادية، وسنحاول توضع محتوى الفيلم أو الخطوط العريضة التي يقوم عليها. والجدير بالذكر أن الفيلم مبني على كوميكس The Killing Joke التي أصدرتها DC أيضًا في أكثر من إصدار ورقي وإلكتروني. والآن، هيا بنا!
العرض التشويقي للـ Joker – نظرة عامة
صدر العرض التشويقي في الثالث من أبريل 2019 وأحدث ضجة كبيرة جدًا في العالم، وجذب حتى أنظار مُحبي الأبطال الخارقين من عالم Marvel السينمائي. فبالتأكيد عودة الـ Joker مرة أخرى لهو شيء لا يمكن تفويته بسهولة.
اتسم العرض التشويقي بالحزن، وبرهن أن الفيلم سيناقش الجانب الدرامي من حياة الشخصية، وسيترك جانبًا الشخصية السيكوباتية بعض الشيء، ليُقدم ماضي الشخصية بمزيج من الحزن والحسرة.
مع العلم أن أغنية Smile العبقرية للمُطرب الكلاسيكي العظيم Jimmy Durante تصدح طوال العرض التشويقي، وهذا يدل على المبدأ الذي تتبعه الشخصية خلال أغلب أحداث الفيلم، والذي سيتغير في النهاية بالتأكيد. حيث كلمات الأغنية تحمل دِلالة حزينة للغاية بالرغم من أن الكلمات ذاتها تدعو للبهجة والابتسام!
– ويُمكنكم سماع الأغنية وقراءة كلماتها مُترجمة إذا نظرتم للفيديو بالأعلى.
العرض التشويقي للـ Joker – تحليل تفصيلي
يبدأ العرض التشويقي وشخصية (آرثر) –الـ Joker مستقبليًّا- تصعد السلم من المدينة الفارهة إلى الأحياء الفقيرة، حيث يعيش. وهذا يُعطينا نبذة عن الحالة المادية البائسة التي تُعاني منها الشخصية في منتصف عمرها. وهذا بالطبع سينعكس عليها في ما هو آتٍ من أحداث خلال الفيلم.
بعدها ننتقل إلى علاقته مع والدته. العلاقة تبدو رائقة ورائعة جدًا، حيث أن لدينا (آرثر) وهو يقوم بسكب المياه على والدته ويغسل شعرها بنفسه. فقد وصلت علاقة الحب غير المشروط بين كيلهما ليفعل الابن ذلك لوالدته. فبالتالي إذا حدث مكروه لها سوف يكون الابن في حالة نفسية سيئة للغاية.
هنا يأتي آرثر وحيدًا وتترك والدته المشهد تمامًا، ليظهر وهو يجلس في مجموعة كثيفة من الظلال الظلامية التي لا يُنيرها إلا مصباح صغير يتدلى من أعلى ليؤنس وحدته. وهنا يبدأ (آرثر) في تذكر كلام أمه.
هنا تنتقل الكاميرا لتُظهر الذي يكتبه (آرثر) على الورق، ويبدو أنه لا يُدون مذكراته أو ما شابه، فهو يكتب النكات التي سوف يُلقيها أمام الجمهور لينال قوت يومه. وهذا لأن والدته قالت له أن له غاية في الحياة، وتلك الغاية هي رسم البهجة على وجوه الناس.
وهنا يجب أن نُركز قليلًا، مكتوب في الصفحة هنا نكتة عن الألم العقلي – Mental illness، ولم تكتمل النُكتة، لأنها في النهاية تصف حال الشخصية، ومن الحزن والحسرة لم يُرد البطل أن يُكملها حتى.
والآن يظهر (آرثر) وهو يقوم بأداء عمله في الشارع، حيث يرتدي ملابس البهلوان ويبتسم للجميع وهو يحمل لافته تدعو للبهجة والمرح، مُتبعًا كلام أمه عن أن غايته في الحياة هي رسم البسمة على وجوه الناس، حتى وإن كانوا يكرهونه.
لكن للأسف، تظهر قساوة (جوثام) بشدة أمام عينيه. فبدلًا من أن يرحب الناس به وبما يفعله، قابله الناس بالإهانة والتسفيه، بل تنمروا عليه بالضرب والتنكيل وكسروا اللافتة على رأسه وتركوه يئن في زاوية حزينة من الشارع وهو يتجرع غصص الألم والحسرة في حالة عجزٍ تام.
يترك العرض التشويقي كل البؤس والمُعاناة، لينتقل بنا إلى الجانب السعيد من حياة (آرثر). فبالرغم من كل ما يُقاسيه في الحياة، وجد الحب. فتظهر فتاة جميلة، سمراء البشرية، وعذبة الابتسامة تنظر إليه بحب وهما جالسان في مقهى صغير. و(آرثر) من الناحية الأخرى يبتسم كما لو كان في قلب النعيم وتُرفرف العصافير من حوله وتحفُّه نحو الأعالي في بهجة وسرور.
نعود للبؤس مرة أخرى، لكن يبدو أن (آرثر) أخيرًا اتخذ خطوة حقيقية للتعامل مع الآلام النفسية التي يمر بها في حياته. فيظهر البطل في المشهد وهو بالمصعد في مشفى للأمراض النفسية والعصبية وبجانبه شخص على نقاله ومُكبل وتبدو عليه آمارات الصرع.
وبعد أن ظهر في المشفى، يُسلط صنّاع العرض التشويقي الضوء على الاعتلال النفسي القوي الذي بدأ يظهر على (آرثر) خارجيًّا. فيظهر هنا وهو يضحك بهيستريا في مَحفلٍ ما، غير مهتم بنظرات الآخرين أو ما قد يقولونه عنه.
هنا يأتي المشهد الأقوى خلال العرض التشويقي كله، هنا تبدأ بملاحظة بزوغ ابتسامة الـ Joker الأثيرة. هنا يظهر البطل وهو في غرفة التحضير ليظهر على المسرح ويقوم بدوره كمُهرِّج، لكنه يبكي والماكياج الذي وضعه على وجهه بدأ في الذوبان وهو يحاول أن يفرض ابتسامة جبرية، لكن في النهاية تبوء بالفشل ويعتلي الحزن مسرح الحياة.
الآن بدأ التطور الملحوظ في شخصية البطل، الآن يبدو أن الـ Joker على وشك الظهور. هنا يظهر (آرثر) وهو يحمل حقيبته وفيها بالتأكيد أدوات العمل، ويركض كي يهرب من شخصٍ ما يُلاحقه. هنا ترك البطل حياته البائسة، وبدأ في الهرب إلى واقع أكثر عبثية وإيلامًا، واقع الـ Joker.
والآن تظهر شخصية الـ Joker الأثيرة!
الآن يتحول (آرثر) من الشخص الحزين، المكتئب، ذو المخاوف من الحياة، إلى شخص جسور وقوي وعبقري يستطيع أن يأخذ حقه المسلوب بنفسه دون الحاجة إلى آخرين.
هنا يظهر انطباع قادة (جوثام) على أفعال (الجوكر) المجنون. فيقول أحد أفراد الحكومة أن تلك الأفعال لا يقوم بها إلا شخص مجنون وقاتل ذو دم بارد. وينظر إليه من أمام الشاشة الشخص المنوط بكل تلك الأوصاف الدامية، (آرثر) العزيز.
هذه الصورة مُرعبة في الواقع. وتدل على مدى انتشار رسالة (الجوكر) في جميع أنحاء (جوثام). بالتأكيد لن يُجند البطل الأطفال من أجل قضيته، لكن هنا توجد دِلالة. وتلك الدلالة هي أن حتى الجيل الحديث مع الوقت سيبدأ في اعتناق رسالة (الجوكر) ومبدأه في الحياة، وسيرسم على وجهه البسمة ليقوم بإشعال العالم وتصحيح الأوضاع.
ونأتي إلى اللقطات الختامية للعرض التشويقي، وهنا يظهر (آرثر) وهو يرتدي زي المُهرج ويضرب رأسه في الزجاج دِلالة على الحزن الشديد. وهنا يقول أن كان يعتقد أن حياته عبارة عن (تراجيديا مؤلمة)، إلا أنها في الواقع عبارة عن (كوميديا)، وهذا يعني أنه تقبل الواقع وبدأ بتحويل التراجيديا إلى كوميديا سوداء انتقامية.
وأخيرًا ينتهي العرض التشويقي بوقوف (الجوكر) على نفس سُلم الأحياء الفقيرة التي وقف عليه (آرثر) في بداية الأحداث. لكن هنا الـ Joker يرقص في شغف، بينما كان في البداية مجرد إنسان حزين يكافح لصعود السلم وهو يُقدم خطوة ويُرجع أخرى.
شاركنا رأيك حول "تحليل العرض التشويقي لفيلم Joker 2019: عاصفة من البؤس والجنون!"
ليست هناك تعليقات: